من القلق إلى الاطمئنان: تجربتي مع علاج تضخم الغدة الدرقية بدون جراحة
لم أكن أتخيل أن كتلة صغيرة في الرقبة يمكن أن تتحول إلى مصدر دائم للقلق والإنزعاج.
كنت ألاحظ تورمًا بسيطًا أسفل الرقبة يزداد مع الوقت، إلى أن شعرت بثقل وضغط مزعج خاصة أثناء البلع والكلام. بدأ قلقي يتزايد، وقررت أن أبدأ رحلة الفحص والعلاج، والتي انتهت بنجاح كامل مع الدكتور أسامة حتة، أستاذ الأشعة التداخلية.
ماذا يعني تضخم الغدة الدرقية؟
خلال الاستشارة الأولى، شرح لي د. أسامة حتة أن تضخم الغدة الدرقية يعني زيادة غير طبيعية في حجم الغدة الموجودة في مقدمة الرقبة، وغالبًا ما تكون هذه الزيادة نتيجة وجود عقدة حميدة أو نمو غير سرطاني داخل نسيج الغدة.
وعلى الرغم من أن معظم الحالات تكون غير سرطانية، فإن التضخم بحد ذاته قد يسبب أعراضًا مزعجة، مثل الضغط على القصبة الهوائية أو المريء، أو حتى تغير في شكل الرقبة الخارجي.
شكل تضخم الغدة الدرقية:
في حالتي، كان شكل تضخم الغدة الدرقية واضحًا على شكل بروز غير متناظر أسفل الرقبة، وكان يزداد مع البلع أو الحديث. كما لاحظت وجود إحساس بامتلاء مستمر في الحلق، خاصة عند الاستلقاء، مما أثر على نومي وراحتي.
كان هذا التغير في الشكل أحد أسباب قلقي، وسبب مباشر في رغبتي بإيجاد حل لا يترك أثرًا جراحيًا أو تشوّهًا ظاهريًا.
كيف يتم تشخيص تضخم الغدة الدرقية؟
أجريت جميع الفحوصات تحت إشراف د. أسامة حتة، وشمل التشخيص:
- فحص إكلينيكي دقيق للرقبة.
- موجات فوق صوتية (سونار) لتحديد حجم العقدة وموقعها بدقة.
- تحليل وظائف الغدة الدرقية للتأكد من سلامة الهرمونات.
- وفي بعض الحالات، يمكن إجراء سحب عينة بالإبرة الدقيقة (FNA) لاستبعاد وجود أي خلايا غير طبيعية.
كانت كل النتائج تشير إلى أنني أعاني من تضخم حميد في الفص الأيمن من الغدة الدرقية، وأن الحالة مناسبة تمامًا للعلاج غير الجراحي بالتردد الحراري.
علاج تضخم الغدة الدرقية الحميد:
اختار لي د. أسامة حتة علاج تضخم الغدة الدرقية الحميد بالتردد الحراري، وهي تقنية دقيقة تتم باستخدام الأشعة التداخلية وتُجرى تحت التخدير الموضعي.
خطوات العلاج التي خضعت لها:
- تم إدخال إبرة دقيقة موجهة بالسونار إلى داخل العقدة المتضخمة.
- تم إجراء المعالجة الحرارية الموضعية داخل النسيج باستخدام طاقة تردد حراري.
- لم أشعر بأي ألم يُذكر، وكانت مدة الإجراء أقل من ساعة.
- عدت إلى المنزل في نفس اليوم، دون جراحة أو غرز.

ما الفرق بين الجراحة والعلاج بالأشعة التداخلية؟
قبل اتخاذ القرار، كنت محتارًا بين الجراحة التقليدية وبين خيار علاج تضخم الغدة الدرقية بدون جراحة عبر الأشعة التداخلية. وقد أوضح لي الدكتور أسامة حتة الفرق بشكل واضح وبسيط:
الجراحة التقليدية:
- تتطلب تخديرًا كليًا.
- تستغرق وقتًا أطول في الإجراء والنقاهة.
- تترك ندبة في الرقبة.
- قد تؤثر على إفراز الهرمونات.
- تتطلب فترة توقف عن العمل.
الأشعة التداخلية (التردد الحراري):
- تتم تحت التخدير الموضعي فقط.
- لا يتعدى الإجراء ساعة من الزمن والخروج في نفس اليوم.
- لا تترك أي أثر خارجي.
- لا تؤثر على وظيفة الغدة إطلاقًا.
- العودة للحياة الطبيعية خلال يوم أو يومين.
لذلك اخترت التردد الحراري لأنه يتماشى مع نمط حياتي، ويوفر لي نفس النتيجة العلاجية بدون آثار جانبية أو فترة نقاهة طويلة، وكان هذا بالفعل أفضل قرار اتخذته في مسار علاجي.
هل يعود تضخم الغدة بعد التردد الحراري؟
سؤال مهم طرحته على الدكتور أسامة حتة بعد الجلسة مباشرة: "هل يمكن أن يعود تضخم الغدة الدرقية بعد العلاج بالتردد الحراري؟" وكانت الإجابة مطمئنة.
في الحالات الحميدة، وبخاصة إذا تم التشخيص بدقة واختيار العقد المناسبة للعلاج، فإن احتمالية عودة التضخم بعد التردد الحراري تكون ضئيلة جدًا، خصوصًا إذا:
- تم العلاج على يد طبيب متخصص في الأشعة التداخلية.
- خضع المريض للمتابعة المنتظمة بعد الإجراء.
- التزم المريض بنمط حياة صحي ومناسب لوظيفة الغدة.
في تجربتي، مضت الشهور دون أي مؤشرات على عودة التضخم، وكانت الفحوصات والمتابعة الشهرية تؤكد استمرار النتائج الإيجابية.
نصائح بعد عملية الغدة الدرقية ؟
بعد العلاج، قدّم لي د. أسامة حتة عددًا من النصائح المهمة بعد عملية الغدة الدرقية بالتردد الحراري لضمان أفضل نتيجة. وشملت هذه النصائح:
- الراحة التامة لمدة 24 ساعة بعد الإجراء.
- تناول الأدوية المضادة للالتهاب كما وصفها د. أسامة حتة.
- تجنّب أي مجهود عنيف خلال الأيام الأولى.
- المتابعة الدورية بالسونار لمراقبة انكماش الغدة وتحسن الأعراض.
- عدم القلق من بعض التورم الخفيف أو الإحساس المؤقت بالشد، فهو يزول خلال أسبوع إلى أسبوعين.
النتيجة بعد شهرين:
بدأت ألاحظ تحسنًا تدريجيًا في التنفس والبلع خلال الأسابيع الأولى، ومع نهاية الشهر الثاني، كان حجم الغدة قد انخفض بنسبة ملحوظة، واختفى الشعور بالضغط تمامًا. والأهم من كل ذلك أني لم أحتج لأي تدخل جراحي، ولم أتعرض لأي ندبة أو فقدان للوظيفة الهرمونية.
خلاصة تجربتي:
أنصح كل من يعاني من تضخم الغدة الدرقية الحميد باللجوء إلى استشاري متخصص في الأشعة التداخلية، مثل د. أسامة حتة، قبل اتخاذ قرار الجراحة. فقد غيّر العلاج بالتردد الحراري تجربتي من القلق والانتظار إلى الراحة والاطمئنان… وكل ذلك في جلسة واحدة وبدون جراحة.